الأهلي الان | فانوس رمضان.. محمد أبو تريكة (دقيقة واحدة كافية ليخطفك بابتسامته) | استاد اهلاوي

هذا الخبر يأتيكم برعاية موقع ستاد اهلاوي في شهر رمضان المبارك تتزين الشوارع بالفوانيس، ويتهادى به الأحباء، هدية قيمة وثمينة تصنع بشكل مبتكر كل عام ليتماشى مع تطورات العصر وتظل قيمته مهما اختلف الزمن وتقول الأسطورة بأن له قدر من السحر على تحقيق المعجزات وتحويل الأحلام إلى حقائق وواقع ملموس.

هديتنا في رمضان ستكون فانوس يومي، في صورة لاعب أو مدرب كان له مفعول السحر في اسعاد جماهيره، وتقديم لهم البطولات على طبق من ذهب وادخل في قلوبهم سرور يساوي فرحتك بأول فانوس جلبه لك أحد والديك في طفولتك. وهي الفقرة اليومية طوال شهر رمضان على موقع 365Scores

في الحلقة السادسة من “فانوس رمضان” سنذهب إلى إحدى القرى المصرية العريقة، قرية “ناهيا”، وهناك بمجرد سؤالك لأحدهم عما تشتهر به تلك القرية؟! ينظر لك بغرابة – يعتقد أنها غرابة غير مبالغ فيها- وسيقول لك بكل ثقة: ” دي بلد أبو تريكة “.

محمد محمد محمد أبو تريكة، أسم اجتمع عليه الكبار والصغار وحتى يومنا هذا الجميع يُجزم بأن “السحر” إن كان رجلًا سيكون نفسه أبو تريكة!

بطل اللقطة الأخيرة، مولود نوفمبر الذي جعل في كل أيام شهر ميلاده ذكرى له مع الأهلي لا تُنسى، هدفه في النجم الساحلي في ليلة التتويج بالأميرة السمراء الرابعة، وهدفه القاتل في الصفاقسي التونسي الذي رجّ أنحاء القاهرة وأسكت تونس بالكامل ليلتها، حتى ختمها بأمسية لا تٌنسى أمام أورلاندو في ليلة التتويج بالنجمة الثامنة.

المنقذ الذي لا يحتاج إلا لدقيقة واحده لينثر سحره عليك، بطل كل اللحظات مع الأهلي، جاء في صفقة ربما سخر البعض منها لأن عمره كان قد تخطى الـ 26 عامًا.. البعض قال سيلعب عامين وتنتهي فترته سريعًا.. فلم يترك لأحد كلمة سخر بها عليه إلا ورد عليه في كل مرة ومرة بسحره داخل الملعب.

محمد أبو تريكة – محلل حالي بشبكة قنوات بي إن سبورتس

الأربعيني حاليًا محمد أبو تريكة، لا يزال يطل علينا في طلّة مبهجة كل أسبوع عبر الاستوديو التحليلي عبر قنوات “بي إن سبورتس”، كان يومًا ما الفانوس الذي أضاء بضيائه الطريق المظلم للمارد الأحمر وجلب له بدلًا من نجمة واحدة؛ ثلاثة نجوم غيرها!

المشهد الأول

طفل يحمل خلف ظهره حقيبة عائدًا من مدرسته بعد يوم دراسي طويل، أخذته قدميه ناحية تجمهر كبير احتشد فيه العديد من سكان قريته لمتابعة مباراة كرة قدم.

وجد نفسه وسط جيرانه وأقاربه يقف لمشاهدة شقيقيه الكبيرين محمود وأسامة الذين اجتمعوا في فريق كرة واحد منذ القدم.

” أحمد أخويا الكبير الله يرحمه كان أحرف وأمهر واحد بينا، كان معروف قوي في القرية وكل القرى اللي جنب ناهيا تعرفه، كان سيطه مسمع وإسمه زي الطبل في الساحات الشعبية! الكل عارفه بسبب مهاراته في الكرة “.. تصريح سابق لمحمد أبو تريكة عن شقيقه.

كلما تنتهي مباراة يعود إلى منزله رفقة محمود وأسامة شقيقيه، وسط حفاوة من جميع سكان القرية، وتحديدًا إذا فاز فريق أخويه بإحدى المباريات في الدورات الرمضانية أو في الأيام العادية، كان يعود إلى منزله بالمزامير.

أبو تريكة

يقول أبو تريكة الصغير في روايته لتلك الفترة، أنه اعتاد الذهاب مع شقيقيه محمود وأسامة لحمل حقيبة الملابس الخاصة بهم! وظل يتابع مباريات كرة القدم واقفًا مع الحشود الواقفة حتى جاءته فرصة على طبق فضي!

كان عمره يقترب من التاسعة تقريبًا، وفي إحدى المباريات التي وقف لمشاهدتها، تعرض أحد لاعبي فريق شقيقيه للإصابة، ولم يجد محمود شقيقه الأكبر سواه للمشاركة بدلًا منه! فاستدعى أبو تريكة الصغير للعب معهم لأول مرة.

دخل أبو تريكة أول مباراة له في حياته تقريبًا، وكان يحمل الكثير من الضغوط، فهو الأخ الأصغر لأحرف ثنائي في القرية! الجميع ينتظر رؤيته ليشبهونه بأحد أخويه.

الحماس كان سيد اللحظة بالنسبة لأبو تريكة الصغير، حتى أنه كلما أتته الكرة أخدها وراوغ الجميع بها حتى يصل بها إلى المرمى، لكن في إحدى المرات تدخل بقوة على أحد لاعبي الخصم فسقط أرضًا، ما ساعد المنافس في مراوغته بطريقة ماهرة.

أبو تريكة

يقول أبو تريكة أنه حصل على أول نصيحة في كرة القدم في تلك اللحظة، عندما أتى إليه شقيقه الأكبر ليقول له ” أهدى وأتقل على الكرة ولاش تسرع “.. عمل بالنصيحة فيما تبقى من المباراة وخرج برأس مرفوعة والجميع مندهش من إمكانياته.

منذ ذلك الحين، بدأ أصغر اعضاء أسرة أبو تريكة في المشاركة مع شقيقيه في المباريات، وكذلك انضم إلى فريق كرة القدم في مدرسته. لكنه انضم إلى الفريق الأضعف، فلم يكن فيه أي لاعب مهاري سواه تقريبًا

في الفريق المنافس له في المدرسة كان بين لاعبيه “ابن عمه”، ذات مرة كان هناك مباراة ستجمعهم في دوري المدارس، ذهب ابن عمه إليه ليطالبه بالدخول معه في رهان لأنه سيخسر مع هذا الفريق الضعيف، أبو تريكة الصغير لم يعير أي اهتمام وقال له فقط: ” سيبها على الله “.

يروي أبو تريكة لـ”مجلة الأهلي”، أن نظام دوري المدارس وقتها كان بنظام الدورين، واستطاع أن يتعادل في مباراة الدور الأول قبل أن يساهم في فوز فريقه في مباراة الدور الثاني! بعدما سجل الهدف الأول، ومنح تمريرة ساحرة من على خط المرمى لأحد زملائه ليسجل الهدف الثاني.

أبو تريكة

المشهد الثاني

كان التألق هو السمة التي تميز تلك المرحلة في حياة أبو تريكة الصغير، حتى أنه بات نجم المدرسة الأول في كرة القدم، لكن في إحدى المباريات تعرض لأول إصابة في حياته، بعدما كُسرت قدمه أثناء مباراة كرة قدم.

ابتعد المراهق الشاب عن المباريات لأشهر، وبعد تعافيه ظل حبيسًا على مقاعد البدلاء، حيث كان يخشى عليه مدربه في المدرسة أن يتعرض للإصابة مرة أخرى.

لكن لم يجد المدرب أمامه سوى “أبو تريكة” للدفع به في إحدى المباريات التي كانت تميل للانتهاء بخسارة فريقه، نظر أبو تريكة لمدربه في حزن وقال له: ” الدقيقة 90 ياكابتن هعمل إية؟! “.

القدر يريده هو.. يريده أن يفرح.. شارك أبو تريكة في أخر دقيقة حتى وصلته الكرة بالقرب من منطقة الـ 18، أخذ الكرة وراوغ بها حتى سددها بطريقته الشهيرة “مقوسة” سكنت الشباك معلنة فوز فريقه أخيرًا.. لم يفق أبو تريكة إلا ووجد مدربه واللاعبين والجميع داخل أرضية الملعب يحتضنوه بقوة ويحملوه على الأعناق.

يقول أبو تريكة عن هذا اليوم: ” لا استطيع نسيان هذا الهدف أبدًا “.

أبو تريكة

المشهد الثالث:

طفل في عمر الـ 12 عامًا يرتدي “تي شيرت أحمر”، وبداخله كل صخب الكون مجتمعًا، لا يصدق أنه الآن في طريقه إلى النادي الأهلي للتقديم في اختبارات الناشئين.

لكن الفرحة لم تدم طويلًا.. تم رفضه في نفس اليوم، والسبب؟!! ضعف في هيئته ونحالة جسده، شعر أبو تريكة وقتها بحزن شديد، فالنادي الذي يحلم باللعب معه في طفولته رفضه!

والده وشقيقه أحمد وكذلك أسامة ساندوا ودعموا خير التدعيم، حتى أن والده في نفس اليوم أخذه إلى اختبارات نادي الترسانة، وهناك ردت فيه الروح مجددًا.. هي فرحة ناقصة نوعًا ما لكن تم قبوله في فريق كرة قدم كبير وسيتحدث الجميع عنه في القرية.. ماذا يريد؟! هو طفل قنوع منذ طفولته فـ رضى.

استمر أبو تريكة مع نادي الترسانة حتى تدرج في الفئات العمرية المختلفة وصعد إلى الفريق الأول، ليواصل إبهار الجميع هذه المرة في الدوري المصري وليس كما كان يُبهر سكان قريته في ناهيا فقط.

الكل في ناهيا ومدرجات الشواكيش بات يتغنى بـ “أبو تريكة .. أبو تريكة “، حتى أنه سجل في الأهلي والزمالك بالقميص رقم 4 الشهير.

محمد أبو تريكة

تم عرضه على الزمالك لكن رُفض من حلمي طولان، الذي أكد أن لديه الكثير من اللاعبين في نفس مركزه فماذا سيفعل به؟! وكأن القدر يسوق صاحبه.. وكأن الأمنيات تتحقق يومًا ما إن آمنت بها.. هكذا كانت حياته!

انجذب المسؤولين في النادي الأهلي لأبو تريكة ابن الـ 26 عامًا، وأسرعت إدارة حسن حمدي لخطف اللاعب بشتى الطرق حتى وقع دون إصدار صوت أو وضع أية شروط.

ومن هنا بدأت “حكاية ولا في الأحلام” بين الأهلي وأبو تريكة والقميص رقم 22 الأسطوري والأهداف الحاسمة التي جلبت ألقاب وبطولات لا ولن تُنسى.

عاش مع الأهلي وجماهيره لحظات غير عادية، الجميع يسير في شوارع المحروسة يُردد: ” من العتبة جينا ومن شبرا.. ياتريكة، يا أبو فانلة حرير حمراا.. ياتريكة.. يا يا يا يا ياتريكة “.

جلب أبو تريكة بهدفه القاتل في الصفاقسي في ليلة الحادي عشر من نوفمبر 2006، لقب دوري أبطال إفريقيا الأغلى على الجماهير الحمراء.. انتظرته جماهير غفيرة في مطار القاهرة لحظة وصول الطائرة.. والجميع يغني فقط بأغنية الملك الذي جلب الأميرة إلى بيتها.

هو لاعب خلوق شهدت له جماهير الأندية المصرية والعربية على حد سواء، إذا راوغك بالكرة يعود عقب انتهاء مهمته ليبتسم في وجهك ويعتذر منك.. إذا اصطدم بك يترك الكرة أحيانًا ليطمئن عليك، إذا أصاب الجماهير مكروه كان يبكي ويقف بجوارهم ويحتضنهم داخل غرف الملابس حتى إنه لقن أحدهم الشهادة في الليلة السوداء على جماهير المارد الأحمر.

هكذا الأهلي وهكذا جماهيره.. إن وضعتهم أولوية في كل خطوة تخطوها داخل الملعب.. سيضعونك هم فوق رؤوسهم وفي قلوبهم وحناجرهم ستقسم بأن إسمك لن يُنسى أبد الدهر..

المشهد الأخير

المكان: ستاد المقاولون العرب
الزمان: 10 نوفمبر 2013
المباراة: مباراة أورلاندو – نهائي دوري أبطال إفريقيا
الحدث: اعتزال أبو تريكة!

لقطة اعتزال محمد أبو تريكة

الدقيقة 90، الحكم الرابع يعلن عبر شاشته وجود تبديل للنادي الأهلي، عماد متعب يقف على الخط ويستمر في التلويح بيده اليمنى وكأن هناك شيء ما يحدث داخل أرضية الملعب غير راضي عنه.

تأخذ الكاميرا الكادر بالكامل على محمد أبو تريكة، وهو يخلع الشارة ويقبلها مرارًا وتكرارًا، “زووم إن” على عينه والدموع تتمرغ بداخلها.. يقف في منتصف الملعب عند دائرة السنتر بالتمام ويدور بجسده ناحية الجماهير في المدرجات ويُحييهم بالتحية الإسبانية!

في الخلفية وأمام الجماهير المتجمعة أمام التلفاز، المعلق يقول: ” كم كنت أتمنى أن أعلق على مباراة أنت فيها والآن تحقق الحلم.. الآن أكتب في مولدي.. الآن أطلق ثورتي.. الآن أحكي قصتي في حبك ياأبو تريكة.. أرجوك لا تترك الملعب! “.

الجميع داخل الملعب وخارجه فهم الآن.. أبو تريكة بدون تصريح أو تلميح سيترك الجميع ويرحل الآن.. في ليلة التتويج بالأميرة السمراء الثامنة كان الحضور بأكمله يغفل عن مراسم التتويج ويلتف فقط حول الفانوس الذي أضاء لياليهم وجعل لأحلامهم معنى.. فأصبح عاشق الجميع والعاشق أبدًا أبدًا لن ينساه أحد يا تريكة!

نتمنى لكم وقتا ممتعا في قراءة أخبار النادي الاهلى على موقعنا الرياضي

شكرا لمتابعينا قراءة خبر الأهلي الان | فانوس رمضان.. محمد أبو تريكة (دقيقة واحدة كافية ليخطفك بابتسامته) | استاد اهلاوي في ستاد أهلاوى ونحيطكم علما بان محتوي هذا الخبر تم كتابته بواسطة محرري 365scores ولا يعبر اطلاقا عن وجهة نظر ستاد أهلاوى وانما تم نقله بالكامل كما هو، ويمكنك قراءة الخبر من المصدر الاساسي له من الرابط التالي 365scores مع اطيب التحيات.

 
stadahlawy.com Alexa/PageRank